حياة الانسان رحلة تتفرع منها رحلات اختيارية معلومة واجبارية مجهولة وهي التي يجبر المرء عل لقيام بها من قبل اناس لا يعرفهم الذين يقومون باقتياده بعد ان تحط الرحال في مطارات السجون ومحطات المعتقلاتالى اجنحة زنازين الضيافة الموحشة والضيقة مكان اقامته والمعدة سلفاً لاستقبال الضيوف وفي هذه الزنازين يتم مصادرت حريته وحقوقه وتمتهن كرامته وانسانيته والويل له ان تحدث او ناقش او اعترض او رفض امراً لمستضيفيه المسعورين او فتح فمه ولو بالسؤال عن سبب وجوده بينهم في ذلك المكان.
في هذه المستنقعات تنحل الاجساد وتذبل السحنات وتنتحب التوسلات وتختنق العبرات وتكتم الصرخات فلا يعد يسمع سوى صدى الأنين وألاهات.
القي القبض علي في عدن بتاريخ 25/6/2015م وسجنوني في إدارة أمن عدن وحين تم قصفها من الطيران هربت الى الشارع وأردت أن أوقف تاكسي أو باص لكن من سوء حظي أوقفت سيارة تابعة لأنصار الله فأعادونا الى السجن وكان هذا بتاريخ 28/6/2015م.
محطة خورمكسر
في سجن أمين ناشر بخورمكسر عدن الذي نقلت اليه وقضينا فيه 8 أيام برفقة 75 سجيناً آخرين موزعين على ثلاث غرف بالكاد يستطيع السجين الوقوف فيها وبدون وجود حمامات وكانت الوجبات عبارة عن بسكت تيشوب يعطى لنا في عصر كل يوم والماء كان عبارة عن دبة ماء معدني لكل ثمانية سجناء أو اربعة سجناء.
وكان الطيران يقصف حوش السجن فتطايرت الشظايا الى فوقنا فأصيب من أصيب منا وآخرين اصيبوا بحالات نفسية.
وكان يتم التحقيق معنا في هذا السجن يومياً وكنا نتعرض للضرب والاهانات والصعق بالكهرباء وجراء هذا التعذيب تأثر الكثير من السجناء وفي المنظمة الدانمركية مات أحدهم واسمه (نداء الحضرمي) وهذا بسبب جهل من كانوا يعذبونا باستخدام وسائل التعذيب وكان يتم تقييد كل سجين بلكلبوش واحد يعني اذا واحد يشتي يقوم لازم الثاني يقوم يرقد لازم صاحبه يرقد وكان الشخص الذي يقوم بتعذيبنا يدعى ابو هاشم.
محطة العند
قضينا في سجن قاعدة العند (16) يوماً والذي نقلت اليه في 21 رمضان العام الماضي في هذا السجن كان عدد السجناء كبيراً جداً والمكان ضيق جداً وتم استهدافه كثيراً من قبل الطيران ومات فيه العديد من الاسرى السجناء.
في هذا السجن ايضاً تم التحقيق معنا وتعرضنا لصنوف التعذيب وكان الذين يقومون بتعذيبنا هم الدودي
وهو شرعبي وآخر اسمه أبو محمد من الاستخبارات العسكرية في ذمار وهذا كان العنهم واخبثهم عذب سجناء كثير ونكل بهم ومات من جراء تعذيبه الكثير ايضاً وكان هناك شخص ثالث تم أسره لاحقاً من قبل شباب المقاومة.
التغذية في سجن العند كانت عبارة عن قرصين روني حاف جاف يومياً لكل سجين وفي هذا السجن كان هناك حاجة اسمها الفدية فإذا علم اهل السجين يسجنه ويريدوا اخراجه عليهم ان يفدونه ببرميلين بترول وهذا الأمر يتم عبر التفاوض مع وسطاء وسماسرة.
محطة المركزي صنعاء
انتقلت الى السجن المركزي بصنعاء بتاريخ 7 شوال الماضي وقضيت فيه 150 يوماً وكان عددنا في هذا السجن (221) سجيناً وفي هذا السجن كان هناك ثلاثة حمامات مشغولون 24 ساعة وكان من ضمن السجناء عدد كبير من المجانين بالاضافة الى كبار السن الذين كان اغلبهم من لحج, وقد حدثت لنا قصص ومواقف مع المجانين طريفة ومؤسفة في نفس الوقت فعلى سبيل المثال اذا راح سجين للحمام يرجع وقد في مجنون بال لفوق فراشه او مجنون قد رقد على فراشه او مجنون يصفعك بالوجه فجأة وبدون مقدمات.
التغذية في صنعاء تحسنت فكانوا الصباح يعطونا حبتين كدم والظهررز ناشف وبعد أن أصبح رجال القبائل هم المسؤولون عنا عرفنا الدجاج والوجبات تحسنت أكثر.
بصراحة الحوثيين هم من حسنوا الخدمات في السجن وماكانوش يعذبونا فقط تركوا القيود بأرجلنا لمدة (42) يوماً وحين زارونا مندوبوا منظمة الصليب الأحمر فكوها لنتمكن من مقابلتهم والذين اعطيناهم ارقام هواتف أسرنا فتواصلوا معهم واخبروهم بمكان تواجدنا.
أهلي لم يصدقوا مندوبين الصليب لأنهم كانوا قد استقبلوا العزاء فيني ولم يتأكدوا ويتيقنوا أني على قيد الحياة إلا حين سمعوا صوتي حين سمح لنا رجال القبائل بالحديث اليهم ووفروا لنا الهاتف وقد حدثتهم لأطمئنهم وليس لأطلب منهم مصاريف مثل السجناء الآخرين فقد كان معي (55) ألف ريال بحوزتي ظلت معي منذ تم القبض علي.
حين كنت اقوم بإحداث فوضى في هذا السجن يتم نقلي انفرادياً الى سجون اخرى امكث فيها لمدة يومين ثم أعود.
وقد زارنا الكثيرين من بينهم محققين كانوا يدعوا انهم مندوبين لمنظمات كما زارتنا فائقة السيد وعليا الشعبي.
اكتشفنا ان من يعتقلونا قد عملوا لنا ملفات وكانوا يطلبون منا أن نوقع أونبصم اننا من تنظيم القاعدة وسيقومون باطلاقنا ولكني شخصياً كنت ارفض واقول لهم انا مرتاح في السجن ولا أريد الخروج في الخارج حرب ومشاكل.
في هذا السجن كما في العند كان هناك فدية للمسجون الذي لا يملك فلوس ممكن يجيب اهله ذهب أو يتنازل عن سيارته.
هوية المحققين
المعروف أن الحوثيين مثل القاعدة يستخدمون اسماء وهمية حتى لا يتمكن احد من التعرف عليهم والذين كانوا يحققون معنا هم اتباع علي عبد الله صالح والذين كانت اعمارهم تزيد عن الخمسين أما الحوثيين فقد كانوا في العشرينات من اعمارهم وكان تعاملهم افضل واسئلة تحقيقاتهم تكتنفها صبغة دينية وعنصرية أما أتباع علي عبد الله صالح فتحقيقاتهم سياسية وتحقيرية.
الهدف من اعتقالنا وتعذيبنا
كان الهدف من اعتقالنا والتحقيق معنا وتعذيبنا الحصول على معلومات توصل من يعتقلونا للمقاومة او لبعض القيادات والعناصر فيها اومعرفة اماكن الأسلحة والذخيرة رغم أن من تم اعتقالهم لا علاقة لهم بأي شيء من هذا القبيل.
التهم التي نسبت لي :
شخصياً وجهت لي تهم كثيرة من بينها أنني من تنظيم القاعدة أو عميل ثم يزعموا أنني ابو شرائح ولم يكن أمامي غير الصمت لأني اذا وافقتهم سيضربونني ويعذبوني واذا نفيت سألقى نفس المصير.
سجناء القاعدة الدنيا عوافي
المثير للانتباه ان سجناء القاعدة كانوا يعاملونا معاملة خاصة خلافاً لبقية السجناء وكل شيء موفر لهم ومتوفر عندهم اللحوم والوجبات الدسمة والقات العال والدنيا عوافي والخير عندهم من كل جانب .